التفاسير

< >
عرض

لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ
٤٩
-القلم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَّوْلا أَن تَدَارَكَهُ } أن مصدرية والمصدر مبتدأ محذوف الخبر وجوبا على طريقة المبتدأ بعد لولا وجرد الفعل من تاء التأنيث لان الفاعل تأنيثه مجازي غير ضمير ولا سيما ان الفاصل موجود { نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } رحمة وتاب عليه وقرأ كما رحمة من ربه وقرىء تداركته بتاء التأنيث واخر الماضي وهي قراءة ابن عباس وابن مسعود وقراءة الحسن تداركه بضم التاء على ان الفعل مضارع وفعله دارك ويجوز ايضا على قراءة الجمهور كونه مضارعا لكن فعله خماسي اصله تتداركه وحذفت احدى التائين تاء التانيث والمضارعه او تاء الماضي من أوله ويحمل المضارع على حكاية الحال الماضية جعلت حالة نزول الآية كأنها حالة تدارك النعمة لوجعلت حالة التدارك كأنها حالة النزول.
او المعنى لولا ان كان يقال فيه تتاركه { لَنُبِذَ بِالعَرَآءِ } لطرح من بطن الحوت في الارض الفضاء لا يستره شيء { وَهُوَ مَذْمُومٌ } الجملة حالية قيل في النبذ الممنوع بلولا فنبذه مذموما ممنوع لتدارك النعمة ونبذه غير مذموم واقع والمذموم المطرود عن الرحمة والكرامة وقيل لعل المراد ترك الافضل فان حسنات الابرار سيئات المقربين او لعل هذه الواقعة كانه قبل النبوة يدل عليه.