التفاسير

< >
عرض

وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ
٩
-القلم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } جواب لو محذوف وهي امتناعية ومفعول ود محذوف يود أي ودوا والادهان لو تدهن فيدهنون لسرهم ذلك ولرضوا عنك وأولى من ذلك ان لو مصدرية والمصدر مفعول ود ولم يصب يدهنون في جواب التمني لانه لم يسق مساق الجزاء بل هو من جملة ما تمنوا او خبر لمحذوف أي فهم مدهنون أي فهم يدهنون حين ادهانك او ودوا ادهانك فهم الان مدهنون طمعا في ادهانك.
وقرىء فيدهنون بحذف النون تخفيفا او نصبا على العطف على المعنى كانه جىء بأن المصدرية بدل لو المصدرية أي ودوا ان تدهن فيدهنوا أو على عطف المصدر على المصدر المقدم بواسطة لو على حد.
ولبس عباءة وتقر عيني
بناء على انه يكفي في ذلك المصدر غير الصريح وهو مذهب الدماميني وحكى سيبويه الحذف عن هارون عن بعض المصاحف والادهان الملاينة فيما لاتحل فيه والمدارة الملاينة فيما تحل فيه ويجوز كون الحذف نصا في جواب التمني سوقا لادهانهم مساق الجزاء، وكانوا قد راودوه على ان يعبد الله مدة والهتهم مدة ويكفوا عنه غوابلهم، وروى انهم قالوا: لو عبدت آلهتنا وعظمتها لعبدنا آلهتك وعظمناه، وروي انهم قالوا: اعبدها عاما فأبى وقالوا: شهرا فأبى وقالوا: جمعه فأبى وقالوا: يوما فأبى وقالوا: ساعة فأبى وقالوا: امسح عليها بيدك فكأنه هم أن يفعل ليدخلوا في الاسلام فنهاه الله.
والادهان هنا شرك اذا فسر بعبادة آلهتهم والادهان أيضا الخيانة في أمر الدين ورسم بانه بذل الدين بالدنيا فانظر كتب الفقه.