التفاسير

< >
عرض

لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
١٢
-الحاقة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لِنَجْعَلَهَا } أي تلك الفعلة التي هي إنجاء المؤمنين وإغراق الكافرين واجاز بعضهم عود الضمير للجارية { لَِكُمْ تَذْكِرَةً } عظة وتذكيرا تدل على قدرة الصانع وحكمته وكمال قهره ورحمته { وَتَعِيهَا } تحفظها وقرأ ابن كثير تعيها بسكون العين تخفيفا كما يخفف كتف وكبد من الاسماء وعلم وشهد من الافعال ونحو ذلك بالاسكان للوسط واما اوعى الرباعي فمعناه حفظ في غير نفسه كان يحفظ شيئا في الكتاب بالكتابة او في الوعاء والاذن الواعية التي من شأنها ان تعي ما سمعت من الحق هي اذن المؤمن وهي المراد، بقوله { أّذُنٌ وَاعِيَةٌ } وهي العاملة بما سمعت والمراد صاحبها ولكن عبر بها اشعارا بانها المراد وان ما سواها لا يبالي به ولو ملأ ما بين السماوات والارض وأتى بذلك ازراء وتوبيخا بهذه القلة وتعظيما للواعي.
وقرأ غير نافع بضم الذال ويحتمل ان المراد مجرد الحفظ ليحيى العلم وآيات الله فيعمل من يعمل فينجو ويترك من يترك فيغرق لما عظم أهوال يوم القيامة وذكر للمكذبين بها شرحها بقوله.