التفاسير

< >
عرض

وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
١٧
-الحاقة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالمَلَكُ } المراد الجنس { عَلَى أَرْجَآئِهَا } جوانبها.
وقال الحسن: أبوابها جمع رجى بالقصر وذلك على ظاهره ويموت من يموت من الملائكة بعد ذلك ولعل الانشقاق بعد اجتماع الناس في الحشر ويحتمل ان ذلك ثمثيل لخراب البنيان وتحول اهله لاطرافه قيل: يكونون على أرجائها واذا امرهم الله نزولوا واحاطوا باهل الارض واهل كل سماء يحيط بمن تحته وقال الضحاك وابن جبير الضمير للارض لا للسماء { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ } فوق الملائكة المذكورين في قوله والملك على ارجائها او فوق الثمانية فانها في نية التقديم او فوق الخلائق { يَوْمَئِذٍ ثَمَانيَةٌ } ثمانية املاك تاييد لحملته لما دهمهم من الهول واما الان فحاملوا العرش اربعة املاك وذلك قول الحسن وقيل ثمانية الاف.
وقيل عن الحسن: انه وقف لايدري أثمانية املاك ام ثمانية الاف وعن الضحاك ثمانية صفوف لا يعلم عدتهم الا الله قيل: هذه الصفوف من الكروبين وقيل ثمانية انواع من انواع الملائكة ويجوز ان تكون الثمانية خلقا اخر غير الملائكة، قيل ولعل ذلك تمثيل لعظمته بما يشاهد من احوال السلاطين يوم خروجهم على الناس للقضاء العام المشهور انهم ثمانية املاك الا من لما خلق الله العرش قال لهم: احملوه فلم يقدروا فخلق لكل واحد منهم اعوانا مثل جنود السماوات السبع والاراضيين السبع وما في الارض من الحصى والثرى فلم يقدروا ايضا وقال للثمانية قولوا لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فقالوا، وحملوه فهم مطرقون مسبحون والعرش فوق رؤوسهم وارجلهم في تخوم الارض السابعة.
قيل: على متن الريح وقيل: حملوه على كواهلهم وقيل: حملته نملة بعد ان قالت لا اله الا الله وعنه صلى الله علي وسلم
"أذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الارض السفلى والعرش على قرنه وبين شحمة اذنه الى عاتقه خفقان الطائر سبعمائة سنة يقول سبحانك على حلمك بعد علمك" ، وقيل: وعن شهر بن حوشب اربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك واربعة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد حلمك وقيل بين اطلاقها مسيرة خمسمائة عام وبين شحمة اذنها وعاتقها مسيرة سبعمائة عام وبين عقبها واسفل قدمها مسيرة خمسمائة عام ورؤوسهم فوق السماء السابعة وقال الغزالي: ثمانية املاك قدم الملك مسيرة عشرين الف سنة وقيل: بين الظلف والركبة مسيرة سبعين عاما وقيل: ما بين السماء والارض.
وعن ابن مسعود: من خمص الرجل الى الكعب خمسمائة عام ومن الكعب الى الركبة خمسمائة عام ومن ترقوته الى موضع القرط خمسمائة عام قال ابن عمر: وبين الموق الى مؤخر العين خمسمائة عام، قيل: هم على صفة الناس، وقيل: بعضهم على صورة الانسان وبعض على صورة الاسد وبعض على صورة الثور وبعض على صورة النسر، وقال ابن زيد: ثمانية املاك على صورة الوعل وهو الاروى، وقيل: هم على ارجاء الصخرة التي تحت الارض السابعة ورؤوسهم تحت العرش لكل واحد اربعة اوجه وجه الانسان ووجه الاسد ووجه الثور ووجه النسر، والمشهور ان بين كل سماء الى اخرى خمسمائة عام وكذا بين السماء والارض وفي حديث
"بين كل سماء إلى الأُخرى ثلاث وسبعون سنة أَو إِحدى وسبعون أَو إِثنان وسبعون وبين السابعة والعرش كذلك وبين اعلى العرش واسفله كذلك" .