التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ
١٩
-الحاقة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بَيَمِينِهِ } تفضيل للعرض وهذا هو السعيد ولا يعذب بالنار وقال قومنا: هو هذا والذي يدخل النار ويخرج من عصاة الموحدين بناء على الخروج وقال بعضهم هذا يعطاها بشماله.
{ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ } خطاب لجماعة اصحابه فرحا وقيل للناس مطلقا وقيل: لا رقابة وهاء اسم فعل بمعنى تعالوا كذا قيل والمشهور انها بمعنى خذوا وفيه لغات بسطتها في النحو اجودها هاء يا رجل بفتح الهمزة وهاء للمرأة بكسرها بلا ياء وهاء ما يارجلان او امرأتان بضمها وهاؤم يارجال بضم الهمزة مع اسكان الميم او ضمها وهاؤن بضم الهمزة وتشديد النون يانسوه وقيل: الهمزة بدل من الكاف ورد بان الكاف لا تبدل من الهمزة ولا الهمزة منها الا ان اراد انها تحل محل الكاف في لغة من قال هاك يارجل وهاك يا أمرأة وهاكما وهاكم وهاكز.
وقيل هاؤم هاكم ابدلت الكاف واوا فالواو همزة ولعل هذا مراد من قال ابدلت الهمزة من الكاف انها ابدلت منها بواسطة ابدال الكاف اولا واوا وان فسرنا هاؤم بتعالوا فلا تنازع بينه وبين اقرأوا وان فسر بخذوا تنازعنا قاله ابن هشام وعلى التنازع فكتابيه مفعول المفعل وهو اقرأوا او مفعول اسم الفعل وهو هاؤم محذوف وجوبا لانه فضله عمل فيها المهمل السابق أي هاؤموه ولو اعمل هاؤم في كتابية لقيل اقرأوه باثبات مفعوله وجوبا لان اقرأوا ثان مهمل فلا يحذف معموله الا ضرورة او شذوذا خلافا لبعضهم القائل ان اثبات اولوي لا وجوبي والياء مضاف اليه والهاء للسكت حرف زائد فليقف القارىء عليها تبعا للمصحف فان كتابتها في الامام اعني مصحف عثمان نص في الوقف عليها.
وقيل: يجوز ان تصل وتحذفها وقيل: يجوز اثباتها وصلا ووقفا وقد قرأ جماعة باثباتها وصلا ووقفا وقرأ ابن محيصن باثبات الياء ساكنة واسقاط الهاء.