التفاسير

< >
عرض

وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
٣٤
-الحاقة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلا يَحُضُّ } لايحث نفسه ولا اهله { عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ } الطعام اسم لما يؤكل.
والمراد والله اعلم على بذل طعام المسكين او اسم مصدر أي على اطعامه أي لا يحض على الاطعام فضلا عن ان يطعم وافادت الآية ان الكفار مخاطبون بفروع الشريعة وهو الصحيح لان ذلك عطف على ماهو موجب العذاب وهو عدم الايمان وافادت ان حرمان المسكين عظيم حيث جعل قرينا للكفر وافادت ان تارك الحض على طعامه بهذه المنزلة فكيف بتارك الاطعام وهم مخاطبون ايضا بترك الصلاة والصوم والزكاة وغيرها على الصحيح كما علمت ولكنه خص الكفر وعدم الحض على الاطعام في هذه الآية لان اقبح العقائد الكفر واشنع الرذائل البخل وقسوة القلب على ان ترك الزكاة داخل في ترك الاطعام.
وعن الحسن ان هذه الآية ادركت اقواما يعزمون على اهلهم ان لايردوا سائلا ومعنى ادراكها اياهم انها نزلت في حياتهم وعملوا بها او بلغتهم ولو في غير زمان النزول فاثرت فيهم وعن ابي الدرداء انه كان يحض امرأته على تكثير المرق لاجل المساكين وكان يقول خلعنا نصف السلسلة بالايمان افلا نخلع نصفها بالاطعام مشيرا للآية وكذا تصدق مالك بن دينار او غيره بنصف رغيف ثم بالنصف الثاني وقال ان احدهما للايمان والآخر لمكان الاطعام.