التفاسير

< >
عرض

سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
٧
-الحاقة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ } أي سلطها الله عليهم بقدرته وفيه نفي لما قيل انها من اتصال الكواكب ولين كانت سببا لقد كان مسببا والجملة مستأنفة او صفة او حال { سَبْعَ لَيَالٍ } جمع ليلة بدليل عدم التاء في العدد { وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ } قال وهب هي التي تسميها العرب ايام العجوز قيل لانها في عجز الشتاء وقيل لان عجوزا من عاد توارت في سرب فانتزعها الريح في اليوم الثامن فاهلكتها اولها من صبح يوم الاربعاء لثمان ليال بقين من شوال فاول الايام الاربعاء اول ليل ليلة الخميس وآخرها الاربعاء الآخر الى غروبه وآخر ليل ليلته { حُسُوماً } قال ابن زيد جمع حاسم أي قاطع قطعتهم واهلكتهم وقال ابن عباس: متتابعة كاملة لم يفتر فيها العذاب.
وقيل شبهت بفعل الحاسم وتتابعه في عادة الكي على الجرح او غيره مرة بعد اخرى حتى ينحسم وقيل: حسمت الخير عنهم وقيل معناه شوم كقاعد وقعود وشاهد وشهود وساجد وسجود او هو مصدر كقعد قعودا وسجد سجودا أي تحسمهم الريح والايام حسوما او نعت لثمانية اولها ولسبع أي ذات حسم او حاسمات او مبالغة او مفعول لاجله بناء على جواز تخالف فاعله وفاعل عامله فان المسخر هو الله والحاسم الريح او على ان الحاسم الله فيتفق العامل أي سخرها ليحسمهم بها.
وقرأ السدي بفتح الحاء على انه صفة مبالغة حال او نعت وتجوز الحالية من مفعول سخر واسماه تلك الايام الوبر والصن والمنبر والمؤتمر والامر والمعلل او مطفىء الجمر وقيل: مكفي الظعن { فَتَرَى القَوْمَ } لو حضرتهم { فِيهَا } أي في الريح على حذف مضاف أي في مهلها او في الليالي والايام وقيل: في دراهم { صَرْعَى } مصروعين موتى جمع صريع وقرىء صرعى بالتنوين على لغة من يصرف ما يمنع الصرف مطلقا في السعة فان الفه للتأنيث { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ } اصول { نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } ساقطة بالية تضرب الريح احدهم وتقلع راسه بجميع احشاءه فتلقيه خاويا والقتهم بعد ذلك في البحر كما قال.