التفاسير

< >
عرض

إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ
١٩٦
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إنَّ } تعليل مستأنف راجع إلى ما يدل عليه الكلام السابق من عدم مبالاته بهم، وعدم وصولهم إليه { وَليِّى } بكسر اللام والياء المشددة بعده وفيها ياءان: الأولى ياء فعيل زائدة، والثانية لام الكلمة، وفتح الياء بعد ذلك مخففة وهى ياء المتكلم، وحذف الياء التى هى لام الكلمة من بينهما، ويضعف أن تحذف الزائدة، وتدغم لام الكلمة ومنعه الفارسى معللا بأن إدغام لام الكلمة يوجب الفك للأولى { اللهُ } خبر لإن، وقرأ الجحدرى فيما قال أبو عمرو الدانى بياء واحدة مفتوحة مشددة، وجر الله على الإضافة، فيكون المراد به جبريل وعليه فقوله: { الَّّذى } خبر لإنّ وعلى الأول نعت لله.
{ نزًّلَ الكِتَابَ } أى لا أبالى بكم، ولا تصلون إلىَّ، لأن وليى الله الذى نزل القرآن ونصرنى به، أو لأن وليى جبريل الذى نزل بالكتاب أى جاء به من السماء إلىَّ { وهُوَ } أى الله أو جبريل { يتَولَّى الصَّالِحينَ } بالنصر والحفظ، فان جبريل حافظ وناصر بأمر الله، والمراد بالصالحين الأنبياء وغيرهم ممن هو صالح أو غيرهم، فيعلم أنه يتولاهم بالأولى، أى يتولى الصالحين غير الأنبياء، فكيف بالأنبياء، وهذا أبلغ، وقراءة غير الجحدرى أولى، لأن الكلام قبل ذلك وبعده فى المعبودات، والمعبود هو الله لا جبريل، ولأن إنزال الكتاب وتولى الصالحين أنسب بالله، ولأن تولى جبريل غير الأنبياء قليل، إلا إن أراد بالصالحين الأنبياء.