التفاسير

< >
عرض

أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً فَٱذْكُرُوۤاْ ءَالآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٦٩
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أوَعَجبْتُم أن جاءكم ذِكرٌ مِنْ ربِّكم على رجلٍ مِنكُم لِينْذِركم } فيه ما مر فى قصة نوح.
{ واذْكُروا إذْ } مفعول به { جَعَلكُم خُلفاءَ مِنْ بعد قومِ نوحٍ } فى مساكنهم وفى الأرض، بأن جعلكم ملوكاً.
{ وزَادكُم فى الخَلْق } فى خلق أبدانكم، أو فى جملة المخلوقين متميزين عنهم أو فى بمعنى على، أى زادكم على أهل عصركم، وقال الطبرى وقتادة: على قوم نوح فهم المراد بالخلق.
{ بسْطةً } طولا وقوة، وقرأ قنبل وحفص وهشام وأبو عمرو وحمزة، بخلاف عن خلاد بالسين كان أقصرهم ستين ذراعا، وأطولهم مائة فيما قال الكلبى والسدى، ولم يذكره فى عرائس القرآن إلا عن الكلبى، وقال أبو حمزة التمالى: أطولهم سبعون ذراعا، وقال ابن عباس: ثمانون، وعنه أن الثمانين لأقصرهم، وقيل: لأقصرهم سبعون، وقال مقاتل: اثنا عشر، قال وهب: ورأس أحدهم مثل القبة العظيمة، وكانت الضباع تبيت فى عين ميتهم وتلد فيها وكذا منخره، وكان مُلْكهم ما بين عمان وحضرموت، وقهروا أهل الأرض، ومنهم شداد الذى ملك الأرض المعمورة كلها، وكانت بلادهم أخصب بلاد الله، وردها الله صحارى.
{ فاذْكُروا آلاء اللهِ } نعمه بوزن أفعال بفتح الهمزة، والمنفرد إلى بكسر الهمزة كرضى، وقيل ألى بفتحها كفتى، وقيل: إلى بكسرها وإسكان اللام بعدها ياء، والمراد بذكرها الإحضار فى القلب أنها من الله، فيلزم على ذلك أن يفيدوه شكراً { لعلَّكُم تفْلحُون } راجين الفلاح، ليفلحوا بذلك.