التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ
٩٤
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وما أرسَلْنا فى قَريةٍ مِنْ نَبىٍّ } فكذبه أهلها { إلا أخَذْنا أهْلها } لتكذيبهم { بالبأساءِ } قال ابن مسعود: المصائب فى المال، والهموم وعوارض الزمان { والضَرَّاء } قال المصاب فى البدن كالأمراض ونحوها، وكذا قال كثير من اللغويين، وعن ابن مسعود: الباساء الفقر، والضراء المرض، وليس فى معنى قول الزجاج إن الباساء كل منالهم من الشدة فى أموالهم، والضراء ما نالهم من الأمراض، فإن الإنسان قد تناله الشدة فى ماله ولا يسمى فقيرا، مثل أن تقل عروضه، أو تذهب، وله أصول، وقيل: البأساء الشدة وضيق العيش، والضراء الضر وسوء الحال، يعنى ناله ضر البدن وهو قريب من قول ابن مسعود الأول، وحكى السدى ما يقتضى ترادف البأساء والضراء، ويقال: كل واحد من اللفظين على المعنيين.
{ لعلَّهم يضَّرَّعونَ } ينقادون للإيمان ويخضعوا، ولعل الترجى بحسب اعتقاد البشر، وللتعليل، وأصل يضرعون يتضرعون، أبدلت التاء ضادا وسكنت، وأدغمت، وفى ذلك وما بعده تخويف لكفرة قريش وغيرهم.