التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوْاْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٩٥
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ثمَّ بدَّلنا مَكانَ السَّيئةِ } ما يسوءهم من البأساء والضراء المذكورين { الحسَنَةَ } ما يستحسنه الطبع كالسعة والخصب، والنبات وصحة الأبدان { حَتَّى عَفَوْا } حتى للابتداء، أى فهم قد عفوا بذلك، ومعنى عفوا كثروا، والمراد كثرة نفس ومال، قال صلى الله عليه وسلم: "احفوا الشوارب واعفوا اللحى" أى لا تقلوا شعرهن بالنتف والحلق أو القص أو غير ذلك.
{ وقالُوا قَدْ مَسَّ آباءنا الضَّراءُ والسَّراء } ما يفرح كما مسنا، وذلك عادة الدهر فلم يتركوا ما هم عليه، فليس ما مسنا عقوبة على ما نحن عليه، فلا نترك، وذلك كفر نعمة ونسيان لذكر المنعم تعالى { فأخذْنَاهم } بالإهلاك { بغْتةً } فجأة حال أمر وذلك أعظم حسرة { وهُم لا يشْعُرونَ } الآخذ غير متحسسين له، ولا مستدلين على شىء منه.