التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٩٦
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولَو أنَّ } المصدر من خبرها فاعل لثبت محذوفا مقدرا بعد لو، وفى مثله أوجه تأتى إن شاء الله { أهْل القُرَى } يعنى القرى المذكورة، فإن قوله: { { وما أرسلنا فى قرية } ذكر لهن لأن قرية نكرة فى سياق السلف، فهى عامة، وإن قلنا: العموم منصب على نبى فقط، فالمقام وعموم النبى يدل على قرى فهى المراد بالقرى هنا { آمنُوا واتَّقوْا } حذروا معصيته { لفَتحْنا } وقرأ ابن عامر، وعيسى الثقفى، وأبو عبد الرحمن بتشديد التاء للتكثير { عَليْهم بَرَكاتٍ } خيرات نامية والبركة فى الأصل النمو، وقيل: ثبوت الخير الإلهى فى الشىء، وقيل: المواظبة، فمعنى بارك عليه تابع الخير عليه.
{ مِنَ السَّماءِ والأرضِ } أى غمرناهم بالخيرات النامية، وغطيناهم بها من كل جهة كتوسيع الرزق، والأمن والعافية، وصحة البدن والسلامة من الآفات، كما تقول: غيب الله فلاناً فى الثمر تريد أنه كثر له الثمر، ويحتمل أن يريد ببركة السماء المطر، أو تبركة الأرض الخصب { ولكنْ كذَّبُوا فأخذْناهُم } بالإهلاك { بما كانُوا يكْسِبُونَ } من التكذيب والمعاصى، ويجوز أن تكون أل فى القرى للجنس، وقيل: المراد بالقرى مكة وما حولها، وبأخذهم تضييق المعيشة عليهم لكفرهم ومعاصيهم.