التفاسير

< >
عرض

سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
١
لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ
٢
-المعارج

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ سَأَلَ سَائِلٌ } بالالف في سال لا بالهمزة عند نافع وابن عامر بمعنى سأل بالهمزة وقريش تقوله بغير همز قال حسان في شأن هذيل حين طلبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبيح لهم الزنى:

سالت هذيل رسول الله فاحشة ضلت هذيل بما سالت ولم تصب

والسؤال الطلب والسائل النضر بن الحارث القائل ان كان هذا هو الحق من عندك الخ قاله ابن عباس او ابو جهل فانه قال فاسقط علينا كسفا من السماء سأله استهزاء او رسول الله صلى الله عليه وسلم استعجل بعذاب او بمعنى سال الوادي بغير همزة ويؤيده قراءة ابن عباس سال سيل والسيل مصدر بمعنى اسم الفاعل اي اندفع عليهم وادي عذاب فذهب بهم واهلكهم.
والتعبير بالماضي لتحقق الوقوع فان هذا العذاب المندفع عليهم هو قتل بدر او عذاب النار وقرأ غير هؤلاء سأل بالهمز من السؤال اي الطلب وعن قتادة: سأئل سائل عن عذاب الله على من يقع فنزلت وقيل: في معنى سال سائل بالالف سال واد في جهنم يسمى (سالا) وعليه زيد بن ثابت أعني انه الالف ويفسر بذلك وكذا عبدالرحمن بن عوف واما سائل فهو بالهمزة بعد الالف بلا خلاف اما همزة سال المهموز او بدل من الياء عنها الف سال غير مهموز { بِعَذَابٍ } الباء بمعنى عن او ضمن السؤال معنى الدعاء يقال دعاية يدعون فيها بكل فاكهة او بمعنى الاستعجال واما على معنى السيلان فالباء للتعدية { وَاقِعٍ0لِّلكَافِرِينَ } نعتان لعذاب او اللام متعلقة بواقع اي نازل لاجلهم او واقع عليهم.
فعليه فاللام للتعليل او للاستعلاء ويصح تعليقه بسأل أي دعا للكافرين بعذاب وعلى تفسير قتادة تتعلق بمحذوف خبر لمحذوف والجملة جواب السؤال اي هو للكافرين كذا ظهر لي ثم رأيت ان ابيا كتب في مصحفه واقع على الكافرين وهو يؤيد ان اللام بمعنى على متعلقة بواقع { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } لا راد لذلك سواء طلبوه او لم يطلبوه.