التفاسير

< >
عرض

وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ
٣٤
-المعارج

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } يصلونها او الوقت في طهارة ووضوء وستر العورة وترك الوسواس وحضور القلب والخشوع واتمام اركانها وعدم الالتفات والاخلاص ورجاء القبول وترك ما يحبطها من الذنوب ولفضل الصلاة كرر ذكرها، ذكرها أولا: بعنوان الدوام عليها بان لاتترك وثانيا: بمراعاة ما يصلحها من فرائض وسنن ولم يكرر غيرها لفظلها عليه بدأ الاوصاف بها وختمها بها ولأن من تلك الاوصاف لا تنفع بدونها لكنها أي الصلاة لاتنفع ايضا بدون الاوصاف المواجبة وجاء بالفعل لدلالته على التجدد والصلاة تتكرر وتتجدد.
قال الغزالي: ينبغي لك ان تفهم ما تقرأه في صلاتك ولا تغفل في قراءتك عن امره سبحانه ونهيه ووعده ووعيده ومواعظة واخبار انبيائه وذكر منته وإحسانه فلكل واحد حق فالرجاء حق الوعيد والعزم حق الامر والنهي والاتعاض حق الموعظة والشكر حق ذكر المنة والاعتبار حق ذكر خيار الأنبياء وتكون هذه المعاني بحسب درجات الفهم والفهم بحسب وفور العلم وصفاء القلب ودرجات ذلك لاتنحصر وهذا حق القراءة وهو حق الاذكار وحق التسبيحات ويراعى الهيئة في القراءة فيرتل ولا يسرد فإن ذلك أيسر للتأمل ويفرق بين نغماته في آيات الرحمة وآيات العذاب والوعد والوعيد والتحميد والتعظيم.