التفاسير

< >
عرض

وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً
١٢
-نوح

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيُمْدِدْكُم } يقوكم ويكثركم { بِاَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ } بساتين في الدنيا { وَيَجْعَل لَّكُمْ } فيها { أَنْهَاراً } جارية وذلك كله مما يميل الطبع اليه فقدم لهم الوعد بما هو اوقع في نفوسهم وقرأ بادغام لام يجعل في لام لكم في الموضعين وتركه وروي انه لما طالت دعوته واصرارهم حبس عنهم المطر وأعقمت نساؤهم أربعين سنة وقيل سبعين سنة وهلكت مواشيهم وامالهم فاشتد شوقهم للولادة والمطر فامرهم بالاسلام ليتوصلوا الى ذلك فإن الكفر سبب لهلاك الدنيا والآخرة.
وعنه صلى الله عليه وسلم
"من لزم الاستغفار وفي رواية من اكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لايحتسب" وعن بكر بن عبدالله: ان اكثر الناس ذنوبا اقلهم استغفارا واكثرهم استغفارا أقلهم ذنوبا وشكا رجل إلى الحسن الجدب فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر الفقر فقال استغفر الله، وآخر قلة نتاج أرضه فقال: استغفر الله، وآخر قلة النيل فقال: استغفر الله، فقال له الربيع بن صبح: أتاك رجال يشكون أنواعا فأمرتهم كلهم بالاستغفار فتلا الحسن { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل } الخ...
وخرج عمر بن الخطاب يستسقي فما زاد على الاستغفار حتى رجع فقيل له ما رأيناك استسقيت فقال لقد استسقيت بمجاديح المساء التي يستنزل بها المطر ثم قرأ فقلت استغفروا ربكم الخ... شبه الاستغفار بالانواء التي لا تخطي فإن المجاديح هو الانواء والنوء سقوط نجم في المغرب مع الفجر وطلوع آخر يقابله في ساعته ويطلق على النجم نفسه خاطبهم بما تعرف العرب زعمها من شأن المطر قيل واحد المجاديح الدهران وقيل هي ثلاثة كالاناء.