التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً
٢٦
-نوح

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً } احد وهو لازم النفي فيقال من الداراري نازل دار او من الدواري احد يدور في الارض يجيىء ويذهب اصله ديوار قلبت الواو ياء وادغمت فيها الياء لافعال ولو كان فعالا لقيل دوارا فان الدال غير مكسورة فضلا عن قلب الواو ياء ويجوز ان يكون ديار نسبا للدار او الدور.
واما من غير الكافرين فقد ترك جماعة المسلمين لم يغرقوا علاهم الماء من جوانبهم كالجبال وناداهم مناد خطوا على ما تنتفعون به من الارض لانفسكم ودوا بكم روي انه لما نزل من السفينة سار في الارض معتبرا فوجد رجلا حوله مضارب كثيرة وخيام وحوله خلق كثير وعندهم جمال وخيل واغنام كثيرة فدنا منه نوح عليه السلام فسلم فرد عليه السلام.
وقال له نوح: انت من الانس او من الجن فقال له الشيخ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له نحن من الانس فقال له نوح واين كنت وقت الطوفان فقال له وما الطوفان فقال نوح: سألت الله الطوفان الى الارض فمات جميع من فيها قال الشيخ: وما كان السبب في ذلك قال: عصيانهم قال: من انت قال: انا نوح قال: انت الداعي عليهم قال: نعم قال: كيف دعوت قال: قلت رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا قال: صدقت لم اكن انا وهذا القوم من الكفارين.
قال اخبرني ما رأيت وقت نزول الماء من السماء قال سمعت مناديا ينادي باسمي ويقول يا فلان اقسم هذه البقعة التي انت فيها اربع قسم وارع بدوابك ودواب اهلك كل عشرة ايام في بقعة ففعلت ذلك وها انا في البقعة الرابعة فقال له نوح كيف رأيت الماء فقال رأيته دائرا حول تلك البقعة كمثل السور قال نوح وما كنت تصنع قبل هذا الزمان من الخير حتى صرف عنك الغرق قال كنت اذا حال الحول آخذ زكاة الاموال من هذا القوم جميعا واقسمه ثلاثة ثلث ادخره وثلث افرقه على الضعفاء وثلث احمله الى فقراء غيرنا فقال نوح سبحان الله ما أكرمه يدفع عن العبد الصالح سبعين نوعا من البلاء ثم اضاف نوحا واكرمه وطلب الدعاء منه قيل وقت الطوفان ثمانية اشهر وقيل ستة وقيل اربعة وقيل اربعين يوما وقيل عشرة ايام وما تقدم من قسم البقعة اربع قسم لكل قسمة عشرة ايام تدل على الاربعين.