التفاسير

< >
عرض

لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً
١٧
-الجن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } الظرفية مجازية أو فى معنى الباء اي لنختبرهم به كيف يشكرون ما أعطوا منه قال عمر بن الخطاب حيث يكون الماء فثم المال وحيث المال فثم الفتنة. وعن الحسن وجماعة من التابعين كانت الصحابة سامعين مطيعين فلما فتحت كنوز كسرى وقيصر على الناس ثارت الفتن وقيل المعنى لو استقامت الجن الذين استمعوا على طريقتهم التي كانوا عليها فلم يسلموا لوسعنا عليهم الرزق مستدرجين لهم فتكون النعمة سبباً فى ازدياد عصيانهم فيعاقبون ويؤيد هذا أنه اليق بقوله لمفتنهم وقيل الضمير فى استقاموا للانس وتم الكلام على الجن فيما قبل ذلك أى لو أسلم كفار مكة لاوسعنا عليهم الرزق وذلك بعد رفع المطر عنهم سبع سنين فنختبرهم أيشكرون وبه أيد بأن الإنس هم المنتفعون بالمطر، ومن قال المراد الجن أجاب بأنهم ينتفعون أيضاً ولو كان دون انتفاع الإنس وبأن ذلك كناية كما نقول زيد كثير الرماد تريد أنه جواد ولو لم يكن له رماد أصلا وقيل الضمير للإنس كما ذكر لكن المعنى لو داموا على الكفر لا نعني عليهم استدراجا وصحح بعضهم أن الطريقة الاسلام سواء عاد الضمير للجن أو للإنس بدليل أل. ومذهب ابن عباس وقتادة ومجاهد وابن جبير أن الضمير للجن القاسطين وقالوا إن المعنى لو أسلموا لانعمنا عليهم مثل { { ولو أن أهل الكتاب آمنوا } الخ ويصح عود الضمير للانس والجن معاً { { ومن يعرض عن ذكر ربه } عن الإيمان وعن عبادته أو عن وعظه أو عن وحيه أو عن القرآن *{ يَسْلُكْهُ } ندخله وقرئ بضم النون وكسر اللام وقرئ بالياء *{ عذاباً } مفعول ثان لنسلك على تضمينه معنى الادخال أو منصوب على نزع فى { صَعَداً } شاقاً قاله ابن عباس بمعنى أنه يعلو على المعذب ويغلبه وهو مصدر وصف به مبالغة وقال الحسن معناه لا راحة فيه وقيل لا يزداد الا شدة وقال أبو سعيد الخدري ومجاهد جبل فى النار وهو مروي أيضاً عن ابن عباس.