التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً
٢٣
-الجن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِلاَّ بَلاَغاً } استثناء من ملتحداً أي لن أجد مانعاً من عذابه إلا البلاغ وقيل استثناء من قوله لا أملك لكم اي الا البلاغ اليكم فإن التبلغ ارشاد وما بينهما معترض مؤكد لنفي الاستطاعة أو الإستثناء منقطع أي لكن أبلغ بلاغاً وعلى الإستثناء من ملتحداً يصح كونه بدلا هو أولى وقيل أن الشرطية أدغمت في لا النافية والشرط محذوف أي أن لا أبلغ بلاغاً وجوابها محذوف دل عليه ما قبله أي فلن أجد من دونه ملتحدا كقولك من يمنعني من عذابه إن لم أطعه وفيه حذف فعل الشرط وحذف الجواب والإدغام وذلك خلاف الأصل وفيه حذف الجواب مع أن الشرط مضارع غير مقرون بلم والمشهور اختصاص هذا بالضرورة وسهل الحذف للجواب والشرط معا كون بعض جملة الشرط باقيا وهو لا النافية والمصدر المفعول المطلق *{ مِنَ اللهِ } نعت بلاغا ومتعلق به وعليه فمن للمجاوزة ويصح الابتداء *{ وَرِسَالاَتِهِ } عطف على بلاغا كأنه قيل لا أملك لكم الا التبليغ والرسالات فالبلاغ اسم مصدر بمعنى التبليغ *{ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ } بأن لم يؤمن أو امن وعصي ولم يتب *{ فَإِنَّ لَهُ نَارُ جَهَنَّمَ } وقرئ بالفتح المهمزة فالمبتدأ محذوف أي فجزاؤه أن له نار جهنم.
{ خَالِدِينَ } حال مقدرة جاءت على معنى من أي يدخلونها مقدراً خلودهم *{ فِيهَا أَبَداً } فالخلود للمشرك وعصاة الموحدين كما يدل عليه عموم ومن يعصي الله ورسوله وكون الكلام السابق في التوحيد لا يوجب أن يكون المراد بالمعصية الشرك كما قيل ليختص الخلود به سلمنا أن المراد بها الشرك بدليل ما فيه الكلام وهو التوحيد لكن لنا أدلة من خارج على خلود العصاة.