التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ
١
-المزمل

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلْ } أصله المتزمل أبدلت التاء زايا وأدغمت في الزاي أي طالب الالتفاف في الثوب وكاسب الالتفاف وقرئ بالأصل وقرئ بتخفيف الزاي اي الذي لف نفسه وغطاها وقرئ بتخفيفها وفتح الميم أي الذي هو ملفوف مغطى
"وكان صلى الله عليه وسلم يتزمل في ثيابه أول ما جاءه جبريل فرقا منه وكان يقول زملوني زملوني حتى أنس به" . روي " جاءه الوحي في غار حراء فرجع الى خديجة يرتعد فقال زملوني فنزل { يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلْ } { يا أيها المدثر }" وقيل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائما بالليل متزملا في قطيفة فنبه ونودي بما يهجن إليه الحال التي كان عليها من التزمل في قطيفة واستعداد ما يثقل النوم كما يفعل من لا يهمه أمر والمراد بقولنا يهجن يعيب وليس فيه سوء أدب كما زعم بعض لانا نعني به أنه تعالى ردعه عن تلك الحالة ونقله الى أخرى لا غير ذلك وفي ذلك زجر لغيره أيضا عن تلك الحال وقيل كان متزملا في مرط لعائشة يصلي فهو على هذا ليس بتهجين بل هو ثناء عليه وتحسين لحاله وأمر بالمداومة عليها وإشارة لغيره أن يفعل ويداوم وسئلت عائشة ما كان تزمله قالت تزمل في مرط طوله أربع عشرة ذراعاً نصفه عليّ وأنا نائمة ونصفه عليه وهو يصلي وسئلت مم كان فقالت سداه شعر ولحمته وبر وقيل خرج يوماً من البيت وقد لبس ثيابه فناداه جبريل يا أيها المزمل وخاطبه بذلك ملاطفة وملاينة في الخطاب وأنه لا عتاب كقوله صلى الله عليه وسلم لعلي لما دخل عليه وقد لصق جنبه بالتراب قم اباتراب وذلك حين مغاضبته له مع فاطمة وكان ذلك في بدء أمر الوحي وبعد ذلك خوطب بالنبي والرسول، وعن عكرمة ان المعنى يا أيها الذي زمل أمراً عظيماً أي حمله أي تحمل أعباء النبوة وقم بها أو شبه تثاقله بالتزمل لأنه لم يتمرن إذ ذاك في قيام الليل ومن قال إنه تزمل في مرط عائشة فنودي { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلْ } فليست الآية عنده نازلة في بدء الوحي لأن عائشة دخل عليها في المدينة وإنما يقول في بدئه من قال إنه مثلا في مرط خديجة وهي حية في حينئد وقيل القول بأنه مرط عائشة كذاب صراح.