التفاسير

< >
عرض

فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً
١٧
-المزمل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ } في الدنيا { يَوْماً } مفعول تتقون أي كيف تتقون أنفسكم يوم القيامة وهو له إن بقيتم على الكفر فالكفر بمعنى الدوام عليه الى اليوم ويوماً على حذف مضاف أو مفعول لكفرتم بمعنى جحدتم ومفعول تتقون محذوف أي كيف تتقون الله إن جحدتم يوم القيامة والجزاء لأن تقوى الله خوف عقابه أو ظرف لتتقون ومفعول تتقون محذوف أي كيف لكم بالتقوى في يوم القيامة إن بقيتم على الكفر في الدنيا { يَجْعَلُ } نعت يوما { الْوِلْدَانَ } جمع ولد { شِيباً } جمع أشيب كأبيض وبيض والأصل ضم الشين لكن كسرت للمحافظة على الياء أن تقلب واوا وذلك اليوم يوم القيامة وجعله الولدان شيباً مثل في الشدة يقال في اليوم الشديد يوم يشيب نواصي الأطفال والأصل فيه أن الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان اسرع فيه الشيب روي أن رجلا أمسى فاحم الشعر كحلك الغراب وأصبح وهو أبيض الرأس واللحية كالثغامة فقال رأيت القيامة والجنة والنار في المنام ورأيت الناس يقادون في السلاسل الى النار فمن هول ذلك أصبحت كما ترون ويجوز أن يوصف اليوم بالطول وإن الأطفال يبلغون فيه أوان الشيخوخة والشيب أو يشيبون بسرعة للشدة وذلك حين يقال لادم قم ابعث بعث النار فيقول وما بعث النار قال من كل ألف يوم تسعمائة وتسعة وتسعون، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبشروا فإن من يأَجوج ومأَجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد انتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبر الصحابة ثم قال ثلث أهل الجنة فكبروا ثم قال شطر أهل الجنة فكبروا" "والرقمة الاثرة في عضد الحمار والترتيب من الربع الى الثلث فالشطر توقيع في النفس وإبلاغ في الإكرام والتكرير للبشارة واعتناء بهم وقيل اليوم الذي يشيب فيه الولدان يوم الزلزلة قبل الخروج من الدنيا أو نسبة الجعل لليوم مجاز في الإسناد من باب نسبة الحدث لزمانه ويجوز ان يعود ضمير يجعل لله فلا مجاز والجملة أيضاً نعت ليوما والرابط محذوف أي يجعل الله فيه.