التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ
٨
فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ
٩
عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ
١٠
-المدثر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَإِذَا نُقِرَ } نفخ { فِي النَّاقُورِ } في الصور وهو القرن وزنه فاعول من النقر بمعنى التصويت وأصله القرع الذي هو سبب الصوت وذلك النفخ الأول وقيل الثاني وصحح قال أبو حباب القصاب أمنا زرارة بن لوفي فلما بلغ { فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } خر ميتا والفاء للسببية اى اصبر على أذاهم فبين أيديهم زمان صعب تلقى فيه عاقبة صبرك ويلقى أعداؤك عاقبة ضرهم كما قال { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ } وإذا متعلق بما دل عليه الجواب اي اشتد الأمر أو عسر وهذا يقدر معناه فيكفي في التعليق ولا تحتاج العبارة اليه وإن شئت فعلق إذا بجملة الجواب لتضمنها ذلك المعنى وإن شئت فقدر الجواب لفظ اشتد الأمر أو عسر فتعلق إذا باشتد أو عسر فليس قوله ذلك يومئذ يوم عسير.
ويومئذ بدلها وبني لإبهامه وإضافته الى غير متمكن أو ظرف للخبر ونعته وذلك على معنى أن ذلك الوقت وقت وقوع يوم عسير لأن يوم القيامة يأتي ويقع حين النقر ولا يتعلق بالنعت لأن معموله لا يتقدم على المنعوت وعلى متعلق بعسير وعسره عليهم من حيث أنه يطول عليهم ويشدد ويناقشون. *{ غَيْرُ يَسِيرٍ } أي غير قليل أو غير سهل عليهم. وأما المؤمنون فيقل ويسهل لهم ولا يناقشون وهذا من دليل الخطاب ويجوز تعليق على بيسير ويجوز بناء على جواز تقديم معمول ما أضيف اليه غير على غير فينبغي الوقف على عسير فيكون معمول عسير محذوفا للتعميم. وصف اليوم بأنه عسير على المؤمنين والكافرين لكنه أعسر عليهم، وعلى الأول تكون الآية جامعة لوعيد الكافرين وبشارة المؤمنين وتسليتهم وغير يسير توكيد أو أفاد أنه لا يرجع يسيرا كما يتيسر ما عسر من أمر الدنيا.