التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ
٣٢
وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ
٣٣
-المدثر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ كَلاَّ } ردع لمن أنكر ما ذكر أو بعضه أو إنكار لتذكرهم بذلك اي هي ذكرى لكن لا يتعظون بها وقيل ردع لمن يزعم أنه يكفي الخزنة وقيل ردع لمن ينكر أن تكون إحدى الكبر نذيراً بناء على أنها أن تكون لانكار ما بعدها كما تكون لانكار ما قبلها وقيل معناها حقاً أي تحقق كونها ذكرى أو تحقيق لما بعدها وعاملها محذوف إن قلنا مفعول مطلق.
قال ابن هشام تكون كلا بمعنى حقاً عند الكسائى ومتابعيه وهي حرف وأما قول مكي أن كلا على رائ الكسائي اسم إذا كانت بمعنى حقاً فبعيد لقلة اشتراك اللفظ بين الاسمية والحرفية ومخالف للاصل ومحوج التكلف دعوى علة لبنائها والا فلم لا تنون. وقال الفراء والنضر ومن وافقهما تكون حرف جواب بمنزلة اي ونعم وحملوا عليه لقوله تعالى { كَلاَّ وَالْقَمَرِ } وقال أبو حاتم ومتابعوه تكون بمعنى الا الاستفتاحية ويأتي في الآية وليست في الآية للزجر إذ ليس قبلها ما يصح رده وقول الطبري وجماعة أنه لما نزل في عدد خزنة جهنم
{ { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } قال بعضهم اكفوني اثنين وأنا اكفيكم سبعة عشر فنزلت "كلا زجرا له" قول متعسف لأن الآية لم تتضمن ذلك انتهى كلام ابن هشام بتلخيص *{ وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذَا أَدْبَرَ } باسكان الذال بعدها همزة تنقل حركتها اليها على طريقة ورش فتكتب ألف واحدة بعد الذال وهذه قراءة نافع وحمزة ويعقوب في رواية عنه وحفص وقرأ الباقون بألف تشبع بها الذال وفتح الدال المهملة وهي الثانية وتكتب أيضاً ألف واحدة ففي القراءة الأولى إذ التي هي ظرف لما مضى وفعل رباعي وعدم اشباع، وفي الثانية إذا الاستقبالية وفعل ثلاثي وإشباع ولم أجد من قرأ بألف وهمزة ومعنى أدبر ودبر واحد كقبل بمعنى أقبل ومن دبر قولهم صاروا كامس الدابر وقيل من دبر الليل النهار إذ أخلفه يقال دبرني فلان أي جاء خلفي وكذا في أدبر فهي من دبر وأدبر بمعنى اقبل من دبري أي خلفي.