التفاسير

< >
عرض

فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ
٤٨
-المدثر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } اي لو شفعوا لهم جميعاً الملائكة والأنبياء وغيرهم ولكن لا يشفع لهم شافع أو المراد لم تكن لهم شفاعة فعبر عن نفيها بنفي نفعها لأنها سبب النفع، وأن قلت هل سلكوا فيها بواحد من ذلك أو بالجميع قلت كل واحد يكفي في سلكها ولكن اجتمعت تلك الأشياء فيهم وأعظمها التكذيب بيوم الدين وآخره تعظيماً له كأنه قيل وكنا بعد ذلك كله مكذبين والشفاعة إنما تنفع المؤمنين وتثبت لهم لأنها تزيد في درجاتهم زيادة وقد يكون انسان في المحشر ممن سبقت سعادته ومات غير مصر منقطعا فيمر به الرجل ممن يشفع في غيره فيقول له المنقطع يا فلان فيقول ما تريد فيقول أتذكر رجلا سقاك شربة يوم كذا فيقول وإنك لانت هو فيقول نعم فيشفع له ويمر الرجل باخر فيناديه يا فلان فيقول ما تريد فيقول أتذكر رجلا وهب لك وضوءا يوم كذا فيقول نعم فيقول له وانك لهو فيقول نعم فيشفع له ولا يقع هذا لمن في النار.