التفاسير

< >
عرض

فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ
٤٩
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ
٥٠
-المدثر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ } اي التذكير بالقرآن وغيره من المواعظ وقيل المراد القرآن متعلق بما بعده اي مالهم معرضين عن تذكير رسول الله صلى الله عليه وسلم اياهم بالقرآن وغيره وقيل التذكرة نفس القرآن وغيره سمي ذلك بالمصدر لان به التذكير *{ مُعْرِضِينَ } حال من ضمير الاستقرار المستتر في قوله لهم *{ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ } جمع حمار والمراد حمار الوحش *{ مُسْتَنْفِرَةٌ } نفرها اسد أو ادمي، فالسين والتاء زائدتان لا للطلب والهمزة في استنفر للتعدية كالتعدية بالتشديد في نفر أو هما للطلب كانها مطلوبة اي تطالب نفسها بالنفار لوقوعها عليه وشدتها فيه أو شبه ملاقاة الادمي أو الاسد مثلا اياها بطلب النفار لأن النفار مسبب عن الملاقاة ولازم لها ومآل الملاقاة الى النفار وكذلك الكلام في قراءة نافع وابن عامر بكسر الفاء بمعنى طلبت نفسها بالنفار أو نافرة ويوافقه قراءه ابن مسعود حمر نافرة وكذا في مصحفه شبههم في اعراضهم عن الذكر بالحمر النافرة لشيء اقرعها فجدت في النفار تهجينا لحالهم وشهادة باليله عليه وقلة العقل ولا ترى حيوانا أجهل من الحمار وحشيا أو أهليا ولا نفاراً مثل نفار حمار الوحش اذا رأبه رائب ولذا كان أكثر تشبيه العرب الابل في شدة السير بالحمر إذا وردت ماء فاحست بصائد.