التفاسير

< >
عرض

لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ
١
-القيامة

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ لاَ أُقسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } لا زائدة تأكيد للقسم وزيادة لا تاكيدا له قبل مجيئه كثيرة إذا كان جوابه منفيا وقيل زيدت لمجرد التوكيد ورد بان هذه تكون حشوا واجيب بأن القرآن كالسورة وقدموا غير ذلك وتأكيد القسم راجع إلى جوابه وإن شئت فقل لتاكيد الجواب ويزاد ايضا قبل القسم الذي جوابه مثبت قال الله ادخال لا النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم واشعارهم قال امرء القيس

*لا وأبيك وابنه العامري*

لا يدعي القوم اني افر وفائدتها توكيد القسم وقالوا إنها صلة مثلها في { { لئلا يعلم أهل الكتاب } وفي قوله بئر في بئر لا حور سرا وما شعر.
واعترضوا عليه انها انما تزاد في وسط الكلام لا في اوله واجابوا بأن القرآن في حكم سورة واحدة متصل بعضها ببعض والاعتراض صحيح لانها لم تقع مزيدة الا في وسط الكلام والجواب غير سديد ألا ترى الى امرء القيس كيف زادها في مستهل قصيدته والوجه ان يقال هي للنفي والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاما له يدلك عليه قوله تعالى
{ فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } فكأنه بادخال حرف النفي يقول ان اعظامي له باقسامي به كلا اعظام يعني أنه يستاهل فوق ذلك، وقيل ان لا نفي لكلام قبل ذلك كأنهم أنكروا البعث فقيل لا أي ليس الأمر على ما ذكرتم ثم قيل { أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } فإن قلت قوله تعالى { { فلا وربك لا يؤمنون } والأبيات التي انشدتها للقسم عليه منها منفي فهلا زعمت ان لا التي قبل القسم زيدت موطئة للنفي بعده ومؤكدة له وقدرت للقسم عليه المحذوف ها هنا منفيا كقوله { لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } لا تتركون سدى، قلت لو قصروا الامر على النفي دون الاثبات لكان لهذا القول مساغ ولكنه لم يقصر الا ترى كيف قال { { لا أقسم بهذا البلد } الخ وقال { { فلا أقسم بمواقع النجوم } الخ وقرئ لا قسم بدون الف بعد لا على أن اللام للابتداء وأقسم خبر مبتدأ محذوف اي لانا أقسم قالوا ويعضده انه في الامام بغير الف انتهى قلت قرأ قنبل بغير الف بعد لا وكذا روي النقاش عن ابي ربيعة عن البزي والباقون بألف ولا خلاف في الثاني ونقول معنى كون القرآن كسورة أنه، لا يتناقض ولا نسلم أن قوله { { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } جواب لقولهم يا أيها الذي نزل عليه الذكر أنك لمجنون بل كلام رد به ما اعتقدوه أو نطقوا به مراراً مطلقا لا بقيد كونه جوابا للفظ مخصوص وعن المغيرة بن شعبة يقولون القيمة وقيامة احدهم موته وشهد علقمه جنازة فلما دفن قال اما هذا فقد قامت قيامته ومرادها ان يوم موت احدهم كيوم القيامة عليه لا تفسير الآية بذلك والا فقد اتفق المفسرون على أن المراد القيامة الكبرى لسياق الآية.