التفاسير

< >
عرض

وَتَذَرُونَ ٱلآخِرَةَ
٢١
-القيامة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ } لا تعملون لها تعميم للخطاب اشعارا بأن بني آدم مطبعون على الاستعجال في كل شيء ومن ثم تحبون العاجلة وتذرون الآخرة. وقيل الخطاب للمشركين او للانسان على أن المراد به الجنس بدليل ضمير الجمع ويدل له قراءة ابن كثير وابن عامر والبصريين يحبون ويذرون بالمثناة تحت قال الغزالي في الأحياء اعلم ان راس الخطايا المهلكة هو حب الدنيا وراس اسباب النجاة هو التجافي بالقلب عن دار الغرور وقال انه لا وصول الى سعادة لقاء الى الله سبحانه في الآخرة الا بتحصيل محبته والأنس به في الدنيا ولا تحصل المحبة ألا بالمعرفة ولا تحصل المعرفة الا بدوام الفكر ولا يحصل الانس الا بالمحبة ودوام الذكر ولا تتيسر المواضبة على الذكر والفكر الا بانقلاع حب الدنيا من القلب ولا ينقلع ذلك الا بترك لذات الدنيا وشهواتها ولا يمكن ترك الشهوات الا بقمع الاشتهاء ولا تنقمع الشهوات بشيء كنار الخوف المحرقة للشهوات.