التفاسير

< >
عرض

قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً
١٦
-الإنسان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَوَارِيرَا } بدل من الأول لمغايرته للاول بوصفه بقوله *{ مِنْ فِضَّةٍ } أو بقوله { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } فيعلق على هذا من فضة يقدروها ويكون الضمير مطلقا لهؤلاء المتنعمين اي قدروها في أنفسهم فجاءت على ما اشتهوا من صغر أو كبر أو وسط وعلى اي كيفية ولون أرادوا.
وقيل قدروها على قدر رأيهم بلا زيادة ولا نقص وذلك الذ الشراب، وقيل الضمير للملائكة وقيل للطائفين دل عليه يطاف، وقيل المعنى قدروها بأعمالهم الصالحات فجاءت على حسبها. وقرئ قدروها بالبناء للمفعول اي جعلوا قادرين لها كقولك قدرت الشيء بالتخفيف وقدر نية زيد بالتشديد اي جعلني قادراً له اي جعلوا قادرين لها كما شاءوا ونون قوارير الاول لمناسبة رؤوس الاي والثاني مناسبة للاول، ويوقف بالالف فيهما وفي سلاسلا ونون ابن كثير الاول ووقف بالألف ولم ينون الثاني ووقف بالاسكان ولم ينونهما هشام ووقف بالالف صلة للفتحة ووقف أبو عمر وعلى الاول بالالف وعلى الثاني بالاسكان وكذلك وقف بعضهم على سلاسلا بالف بدل التنوين، وبعضهم بالف اشباع إذ لم ينون وبعضهم بالاسكان وقرئ به برفع قوارير الثاني خبر لمحذوف اي هي قوارير قال بعضهم قوارير الجنة في بياض الفضة ولينها وفي صغاء الزجاج وشفيفه قال الكلبي قوارير كل ارض من ترابها وأرض الجنة من فضة وقواريرها منها وأرض الدنيا من تراب وقواريرها منه.
وكذا عن ابن عباس ولم يريدا بالقوارير الزجاجات لانها ليست من التراب، فيما قيل بل من النبات على ما قيل وظاهر بعض انها من معدن.