التفاسير

< >
عرض

عَيْناً فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلاً
١٨
-الإنسان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ عَيْناً } بدل من زنجبيل على حذف مضاف اي ماء عين وماءها زنجبيل وقيل الزنجبيل اسم للعين وفي ذلك ما في قوله كاقورا عينا *{ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً } اي لكثرة سهولة مائها ومساغه في الحلق وعن بعضهم أن ماءها كالزنجبيل وان البدل إضراب، وقيل معنى سلسبيلا ملساء منقاد حيث شاءوا أو شديدة الجري تسيل في طرقهم ومنازلهم تنبع من جنة عدن الى سائر الجنات وقيل من تحت سدرة المنتهي وعن بعضهم أنه انفجر من السلسبيل نهر الرحمة ونهر الوثر. وأصل السلسبيل صفة سميت به العين فهو علم وصرف لانه بمعنى المكان أو الماء وليس في الآية ونحوها صفة كما زعم من زعم يقال شراب سلس وسلسال وسلسبيل بزيادة الباء لزيادة المبالغة في السلاسة. وقرئ بمنع الصرف للعلمية والتأنيث لأن العين مؤنث وعن بعضهم أنه علم مركب من فعل أمر وفاعل مستتر ومفعول به كتأبط شرا وذرى حبا ففيه ورود العلم مركباً من فعل الامر وفاعله، لكن مع المفعول وذلك لأنه لا يشرب منها الا من سأل اليها سبيلا بالعمل الصالح. وقيل الوقف على تسمى اي تعرف وتشتهر وسلسبيلا فعل وفاعل ومفعول ورد القولان لوصل اللام الاولى بالسين بعدها في الخط واجيب بانه مما خرج فيه خط المصحف عن القاعدة ونسب الى علي ما يحتمل القولين.
والقول بأن سلسبيلا فعل وفاعل ومفعول والوقف على ما قبله اولى من كونه علما مركبا قاله ابن هشام. قال وبعيد ان يكون صرف للتناسب كقوارير لأتفاقهم على صرفه.