التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً
٢٧
-الإنسان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ هَؤُلاَءِ يُحِبُّونَ } يريد بهم كفار مكة.
*{ الْعَاجِلَةَ } الدنيا وحبها رأس كل خطيئة ومن زهد فيها أحبه الله ومن زهد فيما عند الناس يحبه الناس ويبعث على الزهد فيها كونها فانية شاغلة عن التفكير في امر الله وكونها تنقص درجات محبها وكون تركها قربة من الله وعلو مرتبة عند الله وكونها مطلية للحساب يوم القيامة والوقوف والسؤال عن الشكر، وكون تركها سببا لرضى الله وهو أكبر ومن سمي باسم الزهد فقد سمي بالف اسم ممدوح وهذا مع ما للزاهد من راحة القلب والبدن في الدنيا والآخرة فالزهاد هم الملوك في الحقيقة وهم العقلاء لايثارهم الباقي على الفاني. وعقلهم عن الله أمره ونهيه قال الشافعي وأصحابه أن أوصى رجل بثلث ماله لا عقل الناس صرف للزهاد *{ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً } يطرحونه خلفهم ويعرضون عنه ولا يستعدون له أو وراءهم بمعنى أمامهم فإنه مستقيل *{ ثَقِيلاً } عسيرا استعار الثقل لعسر اليوم وشدته وهذا الثقل كالتعليل لما أمر به ونهى عنه.