التفاسير

< >
عرض

إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
٣
-الإنسان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إنَّا هَدَيْنَاهُ } بينا له وأريناه *{ السَّبِيلَ } سبيل الحق والباطل والهدى والضلالة والخير والشر، وقيل المراد نصب الدلائل وبعثة الرسل وانزال الكتب *{ إمَّا شَاكِراً وإِمَّا كَفُوراً } الشاكر المؤمن والكفور المشرك أو الكفور يعم كفر النفاق وكفر الشرك. وشاكرا حال من الهاء قبله واما الاولى والثانية حرف تفصيل أو تقسيم اي هديناه في حاليه جميعا او مقسوما اليهما بعضهم شاكر بالاهتداء والأخذ فيه وبعضهم كفور بالاعراض عنه أو حال من السبيل ووصفه بالشكر والكفر مجاز والعاطف الواو. وقرأ أبو السمئل بفتح همزة اما الأولى والثانية فجوابهما محذوف وهي قراءة حسنة اي اما شاكرا فبتوفيقنا وإما كفورا فبسوء اختياره ولم يقل كافرا مع أنه المطابق لشاكرا للفاصلة وللمبالغة في الكفر، فان الانسان يكثر كفر النعمة أو كفر الشرك ولا يخلو منه إلا من عصمه الله ويأخذ المصر على الكفر وعن ابن هشام ان اما للتفصيل وان الكوفيين أجازوا كونها ان الشرطية وما الزائدة والمنصوب خبر كان أي إن كان شاكرا وإن كان كفوراً انتهى ملخصا. وقوله { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ } مرتب على قوله { جعلناه سميعا بصيراً } من حيث ان الجعل سميعا بصيراً مسبب عن الابتلاء.
قال الجبار بن أحمد المعتزلي نعم الله على عباده كثيرة فكل شكر قليل فعبر بشاكر كل كفر عظيم فعبر بكفور.