التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً
٢٩
وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
٣٠
-الإنسان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ } الإشارة الى السورة أو إلى الآيات القريبة أو هذه الآية التي قبل هذه فإنه تذكير بالبعث فإن القادر على التبديل قادر على البعث { فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً } من اختار لنفسه الخير توسل الى ربه بالطاعة وزعم بعض ان هذا تخيير منسوخ بآية السيف والحق أن هذا لا يشمله النسخ فإنه حكم باق وربما توهم متوهم أن الأمر على ما يشاء العبد فيرد عليه بقوله عز وجل *{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءُ الله } والعبد يفعل باختيار منه ومشيئة من الله توافقها مشيئته والمصدر المقدر بعد الا منصوب على الظرفية لنيابته عن ظرف الزمان وذلك كثير نحو جبت قدوم الحاج اي ما تشاؤون ذلك الا وقت ان شاء الله مشيئتهم اي الا وقت مشيئته لمشيئتهم وكذلك الفعل المرفوع مع ما المصدرية في قراءة ابن مسعود وهي { وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ مَا يَشَاءُ الله }، لكنها تحتمل ان تكون ما موصولا اسميا وقرأ ابن كثير وابو عمر وابن عامر وما يشاؤون بالمثناة التحتية *{ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً } بخلقه وما يكون لكل واحد من جنة أو نار *{ حَكِيماً } وفي ذلك حكمة لا يعلمها الا هو ولا يفعلوا الا ما تقتضيه الحكمة.