التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ
١٨
-المرسلات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ كَذَلِكَ نَفْعَلُ } أي مثل ذلك الفعل الشنيع نفعل { بِالمُجْرِمِينَ } بكل من أجرم وقيل المجرمون هم الأولون والآخرون إقامة للظاهر مقام المضمر ليصفهم بموجب الاهلاك وهو الاجرام وعليه فالكاف زائدة أو للتشبيه من حيث أنا إذا وصف لنا شئ فلسنا ندرك حقيقته لعدم حضوره فلا نتحصل الا على المثلية والمضارع لحكاية الحال الماضية إذا قلنا الأخرون هم بقية المهلكين كقوم شعيب قال صاحب المستطرف وهو صاحب الكافية بتشديد الياء في مدح النبي صلى الله عليه وسلم التي منها

يا سيد السادات جئتك قاصداً

صلى اعرابي خلف امام فقرا { ألم نهلك الأولين } وكان في الصف الأول فتأخر الى الصف الآخر فقرأ { ثم نتبعهم الآخرين } فتقدم للصف غير الآخر فقرأ { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ } وكان اسمه مجرما فأخذ كساءه فخرج وقال ان الإمام أهلك الأولين والآخرين وأراد أن يهلكني في جملة القوم والله لا رأيته بعد اليوم.
وإنما قلت بتشديد الياء لأنه نسبه الى الكاف لأن رويها كاف وإما الكافية التي هي نظم لابن مالك مثلا فغير مشدد لأنه اسم فاعل كفى.