التفاسير

< >
عرض

عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ
١
-النبأ

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ عَمَّ } أصله عن ما عن الجارة وما الإستفهامية أبدلت نون عن ميما وأدغمت في الميم وحذفت الألف، ماء الأستفهامية لدخول الجار، قال ابن هشام فرقا بينها وبين ما الخبرية يعني الموصولة والشرطية نحو سألت عما سألت عنه.
قال الشيخ خالد ولم يعكسوا فيحذفوا من الخبرية لأن ألفها غير متطرفة وألف الإستفهامية متطرفة لأنها في نية التأخير عن العامل وألف الخبرية في حشو الصلة والشرط ولذا تثبت ألف الإستفهامية إذا ركبت مع ذا وقرأ عكرمة وعيسى بن عمر عما بإثبات الألف شذوذا كما ثبت ضرورة، وقال الأخفش لغة وقرأ البزي عمه يخلف عنه بهاء السكت وقفا أو إجراء للوصل مجرى الوقف وذلك أنه تليها هاء السكت في الوقف بعد حذف الألف حفظا للفتحة ومن العرب من يقول عم بإسكان الميم وقفا ويتعلق بقوله.
*{ يَتَسَاءَلُونَ } والضمير للمشركين من أهل مكة والإستفهام تفخيم لما سئلوا عنه كأنه لفخامته خفي فيسأل عنه فسئل عنه بعم وهو عالم به وهو البعث وقيل القرآن وقيل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا يسألوا بعضهم بعضا فذلك التساؤل أو التساؤل لموافقة المجرد، والمعنى يسألون المؤمنين ونبيهم إستهزاء أو الضمير للكافر مطلقا أو للناس مطلقا المسلمون يتساءلون ليزدادوا خشية واستعدادا والكافرون ليزدادوا استهزاء وإن قلت كيف يختلف الكافر قلت منهم الجازم بالتكذيب ومنهم الشاك وقرأ يسألون بتشديد السين وإبدال التاء سينا وأدغم السين في السين.