التفاسير

< >
عرض

لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً
٢٣
-النبأ

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لاَبِثِينَ } وقرأ حمزة وروح لبثين بإسقاط الألف على أنه صفة مبالغة كملك ومزق وخذر بكسر الوسط وعدم الألف واللبث في الغالب الإقامة التي تنفك وكادت لا تنفك وهو حال مقدرة أي مقدر لهم اللبث *{ فِيهَا أَحْقَاباً } جمع قله مفرده حقب بضم الحاء وسكون القاف وضمها مراد به الكثرة التي لا تتناهى.
قال الحسن والله ما جعل الله لأهل النار مدة ينتهون اليها لكن كلما مضى حقب تبعه آخر وهذا كما نقول فلان جار بيت بيت لم ترد بيتين بل أردت يجري من بيت إلى آخر ومن الآخر الى الآخر وهكذا، وكقوله ثم أرجع البصر كرتين ودليل الدوام ذكر الأبد في غير هذه الآية وقوله
{ فلن نزيدكم إلا عذابا } وغير ذلك، وعن ابن مسعود لو علم أهل النار أنهم يلبثون عدد حصى الدنيا لفرحوا ولو علم أهل الجنة أنهم يلبثون ذلك لحزنوا فالمعنى أنهم لا يرون الدهور المتتابعة ولا يكاد يستعمل الحقب والحقبة إلا حيث يراد تتابع الأزمنة وتواليها والإشتقاق يشهد بذلك ألا ترى الى حقيبة الركب تلزمه حيث سافر والحقب الذي ورآه التصديق والحقب ثمانون سنة كل سنة اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة من أيام الدنيا روي ذلك عن علي بن ابي طالب وقيل الحقب الواحد سبعة آلاف سنة كلما مضت مدة عقبتها أخرى لا نهاية، وعن ابن عباس وابن عمر الحقب ثمانون ألف سنة وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم الحقب ثلاثون ألف سنة ويجوز أن يكون أحقابا قيدا لقوله { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً }.