التفاسير

< >
عرض

أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ
٩
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ
١٠
-النازعات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } أي أبصار أصحابها دليلة من الخوف ولكون الذل من الخوف أضاف الأبصار إلى ضمير القلوب لأن القلوب محل الخوف والمراد قلوب الكفار بدليل قوله *{ يَقُولُونَ آتِنَا } بتخفيف الهمزتين وتسهيل الثانية وبه نقرأ وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين وكان نافع يقرأ بهمزة فياء فانظر ما مر في بالرعد.
*(المردودون في الحافرة) في الحالة الأولى يعنون الحياة بعد الموت من قولهم رجع فلان في حافرته أي في طريقه التي جاء فيها فحفرها أي أثر فيها بمشيئة، ونسبة الحفر إلى الطريق مجاز في الإسناد من باب إسناد ما للفاعل وهو القدم للمفعول وهو الطريق أو من باب النسب كلابن وتامر أو من باب إسناد ما للحال للمحل يقولون النقد عند الحافرة أى عند الحالة الأولى وهي الصفقة وقال:

أحافرة على صلع وشيب معاذ الله من سفه وعار

أي رجوعا في حافره وقيل المعنى أئنا للمردودون أحياء في الحافرة أي في الأرض المحفورة وهي القبر وقيل شبه القائل بالفاعل وقيل الحافرة النار وقرأ أبو حياة في الحفرة بإسقاط الألف بمعنى المحفورة وهذا دليل على أن الحافرة بمعنى المحفورة يقال حفرت أسنانه حفرا وهي حفرة من باب فرح إذا آثر الاكال في أوصولها أي محفورة.