التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٦٤
-الأنفال

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يا أيُّها النبىُّ حَسْبُك اللهُ } حسبك مبتدأ، والله خبر، بدليل "فإن حسبك الله" { ومَنِ اتَّبعكَ مِنَ المؤمِنينَ } العطف على اسم الجلالة كأنه قيل: يكفيك الله والمؤمنون، هذا هو الأظهر السالم من ضعف وقلة، وقال عامر الشعبى، وابن زيد، والشيخ هود: حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين، وعليه فالعطف على الكاف بناء على جواز العطف على ضمير الخفض المتصل بلا إعادة الخافض مطلقا، وهو مذهب الكوفيين، أو على مذهب المجيز إن وجد الفصل، وقول بعض: إنه مخفوض بحسب محذوفا كقوله:

أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا

غير صحيح لأنه لا دليل له فيه على تقديره، بخلاف قوله: نارا آخر البيت، فإنه مع السياق السابق يدل على تقدير كل قبل نار توقد، ويجوز العطف على الكاف على أنها مفعول حسب، على أن حسب اسم فعل بمعنى يكفى، و الله فاعل، ويجوز كون الواو بمعنى مع، ومن مفعولا معه، والمراد بالمؤمنين كل من آمن به واتبعه، وعن ابن عباس: الأوس والخزرج، وقيل: المهاجرون والأنصار، ونزلت قبل الخروج لبدر، وقيل: نزلت بالبيداء فى غزوة بدر قبل القتال، وعليه النقاش.
قال بعض: فالمراد من اتبعك إلى القتال، وقال ابن عمر، وأنس، وابن عباس فى رواية ابن جبير عنده: الآية مكية كتبت فى سورة مدنية بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت حين أسلم عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقد أسلم قبله ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة، فذلك أربعون.