التفاسير

< >
عرض

فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ
١٠
-عبس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى } تتشاغل وهو تفعل بفتح الكل إلا اللام وتشديد العين وهو من لهى وقرأ طلحة ابن مصرف تتلهى باثبات التائين وقرأ أبو جعفر تلهى للبناء للمفعول وتشديد الهاء كما شددت في غير هذه القراءة وهو مضارع لهى بتشديد الهاء والبناء للمفعول أي يلهيك شأن الصناديد، قال القاضي ولعل ذكر التصدي والتلهي للإشعار بأن العتاب على اهتمام قلبه بالغني وتلهيه عن الفقير ومثله لا ينبغي له ذلك انتهى.
وذلك كله عتاب للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك حكم لهم من غير النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يجب علينا تقديم الضعيف من أهل الخير على الشريف من أهل الشر قال عياض وليس في قوله
{ عبس وتولى } الآية ما يقتضي اثبات ذنب للنبي صلى الله عليه وسلم أو أنه خالف أمر ربه سبحانه وإنما في الآية إعلام بحال الرجلين وتوهين أمر الكافر والإشارة الى الإعراض عنه.
قال السهيلي وانظر كيف نزلت الآية بلفظ الإخبار عن الغائب ولم يقل عبست وتوليت وهذا يشبه حال المعاتب المعرض ثم أقبل عليه بالخطاب إعلاما أنه لم يقصد بالإعراض عن ابن ام مكتوم إلا الرغبة في الخير ودخول المشرك في الإسلام إذا كان مثله يسلم بإسلامه بشر كثير فكلم نبيه حين بدأ الكلام بما يشبه كلام المعرض ثم خاطبه تأنيسا له.