التفاسير

< >
عرض

قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ
١٧
-عبس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قُتِلَ الإِنْسَانُ } أى جنس الكافر وهذا من أشنع دعاء العرب وهم يستعملون هذا في اللعن قاله مجاهد وادعى بعض أنه تحكم وقال إن المراد أنه أهل أن يدعى عليه بذلك وقيل الإنسان عتبة بن أبي لهب غاضب أباه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمه ثم إن أباه استصلحه وأعطاه مالا وجهزه الى الشام فبعث عتبة الى النبي صلى الله عليه وسلم أني كافر برب النجم إذا هوى فدعى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم ابعث عليه كلبك حتى يأكله فجاءه الأسد في سفره المذكور فأكله من بين الرفقة وقصته ابسطها في غير هذا وقيل الإنسان أمية بن خلف وقيل الذين قتلوا يوم بدر *{ مَا أَكْفَرَهُ } استفهام توبيخي أي ما حمله على الكفر أو تعجب من إفراطه في كفران نعمة الله، قال جار الله ولا ترى أسلوبا أغلظ منه ولا أخشن مسا ولا أذل على سخط الله ولا أبعد شوطا في المذلة مع تقارب طرفيه ولا أجمع للوم على قصر متنه وقد ألهم الله عز وجل امرء القيس النطق بهذه الآية وهي لما تنزل وله عز وجل أن يفعل ما يشاء وقد يقال أن ما نطق به امروء القيس ولو اتفق لفظه مع هذه الآية حيث قال { قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ } لكنها في القرآن أفصح متضمنة لمعان لم يقصدها امرء القيس ولا خطرت بباله أو بال أحد ثم دل على انحطاط قدره من حيث أنه مخلوق من نطفة وصائر الى القبر ومن حيث أنه غير شاكر لما هو مغمور فيه من أصول النعم وفروعها بقوله.