التفاسير

< >
عرض

أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ
٢
-عبس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَنْ } لأن { جَاءَهُ } علة لعبس أو لتولى أو تنازعاه عند بعض، *{ الأَعْمَى } عبد الله بن ام مكثوم وإنما عبس وتولى لمجيء الأعمى لأنه قطع عنه ما هو فيه بكلامه لا لكون الجاءي أعمى وقرئ أأن جاءه بهمزتين مفتوحتين همزة الاستفهام وهمزة أن المصدرية وبالتسهيل وبادخال الف بينهما كما مر والمتعلق حينئذ محذوف أي فعل ذلك لأن جاءه الأعمى وعليه فالوقف على تولى، الاستفهام للإنكار وذكره بالفظ الأعمى إشعارا بعذره في الإقدام على قطع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الحق بالرفق أو لزيادة الإنكار عليه كأنه قيل اتعبست وتوليت لكونه أعمى وإسمه عمر وقيل عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة وقيل عمر بن قيس بن زرارة بن الأصم بن زهرة بن رواحة وهو قريشي فهري من بني عامر بن لوى واسم امه عاتقة بنت عبد الله المخزومية وهو ابن خالت خديجة بنت خويلد اسلم قديما بمكة قيل ام مكتوم ام أبيه.
روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعوا رجلا من أشراف قريش ويقرأ عليه القرآن ويقول له هل ترى بما أقول بأسا فكان ذلك الرجل يقول لا والدمى يعني الأصنام إذال جاء ابن ام مكتوم فقال يا رسول الله استدنني وعلمني مما علمك الله فكان في ذلك كله قطع لحديث النبي صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم مع الرجل فلما صعب عليه ابن ام مكتوم عبس وأعرض عنه.
قيل أن الرجل امية ابن أبي الصلت وقال مجاهد عتبة ابن ربيعة أو أخوه شيبة، وقال ابن اسحاق الوليد ابن المغيرة وروي أنه كان عنده عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل والعباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة وأبي بن خلف أخو أمية من أشراف قريش يدعوهم الى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم فناداه يا رسول الله أقرءني وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك مرارا ولا يدري أنه مشغول مع غيره حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم وكان حريصا على إسلام هؤلاء وغيرهم فأعرض عنه وانصرف لبيته فعاتبه الله والرواية الأولى من طريق عائشة رضي الله عنها.
وروي أنه قال في نفسه يقول هؤلاء الصناديد إنما اتبعه الصبيان والعبيد والسفلة فعبس وجهه وأعرض عنه وأقبل على الصناديد يكلمهم فعوتب وكان بعد ذلك يكرمه ويقول إذا رأه مرحبا بمن عاتبني ربي فيه ويبسط له رداءه ويقول هل لك من حاجة، قال سفيان الثوري واستخلفه على المدينة مرتين، وقال غيره واستخلفه عليها ثلاث عشرة مرة في غزواته وكان من المهاجرين الأولين قيل قتل شهيدا بالقادسية وهي قرية قرب الكوفة وعن أنس رأيته يوم القادسية وعليه درع وله راية سودا.