التفاسير

< >
عرض

وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ
٢٤
-التكوير

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمَا هُوَ } محمد صلى الله عليه وسلم *{ عَلَى الغَيْبِ } ما غاب من الوحي وأخبار السماء وما أطلع عليه من قصص الأنبياء وغيرهم *{ بِضَنِينٍ } بنخيل فينقص منه شيئا أو يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده حتى أخذ عليه حلوانا وقرئ بالظاء المشالة أي بمتهم وهي قراءة ابن كثير وأبي عمر والكسائي والأعرج والذي في مصحف ابن مسعود الظاء المشالة والذي في مصحف أبي الضاد غير المشالة وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما واعلم أن إتقان الفعل بين الضاد والظاء ومعرفة مخرجيهما واجبان فإن أكثر العجم مثلما معشر هؤلاء البرابر لا يفرقون بينهما وإن فرقوا ففرق غير صائب مع أن وضع أحدهما موضع الآخر كوضع الدال مكان الجيم فإن كلا منهما مباين للآخر كتابة ونطقا وتعبيرا فغير المشال يعبر عنه ويكتب هكذا ضاد بالدال وغير الإشالة وينطق به من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان أو يساره وهو أكثر وأيسر أو منهما وهو أقل وأعسر وكان عمر يخرجها منهما وهي أصعب الحروف وأشدها ولذا قال صلى الله عليه وسلم أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش أي الذين هم أصل العرب وهو أفصح من نطق بها فهو أفصح العرب كلها وخصها بالذكر لعسرها على غير العرب وبيد للتعليل أو الإستثناء مؤكد للمدح كما يشبه الذم قال صاحب القوادر من قومنا لا تجوز إمامة من لا يفرق بين الضاد والظاء وأما المشالة فيعبر عنها وتكتب هكذا ظاء بمشالة وهمزة ومخرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا.