التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ
٨
بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ
٩
-التكوير

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِذَا المَوؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ } الموؤدة الجارية فدفنها والدها حية خوف العار أو الفقر والفعل وأد بفتح الهمزة يئد كوعد يعد مقلوب عند بعض من أد يؤد كقال يقول إذا ثقلت والمدفونة تثقل بالتراب حتى تموت كان الرجل إذا ولد بنتا وأراد أن يستحييها البسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية قال لأمها طيبيها وزينيها حتى أذهب بها الى أحمائها وقد حفر لها بئرا في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها انظري فيها ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليها التراب حتى يسوي البئر بالأرض وروي عن ابن عباس أن الحامل إذا ولدت بنتا رمت بها في حفرة حفرتها وتمخظت عليها قرب الولادة وإذا ولدت ابنا حبسته.
وروي أنهم يقولون أحيانا أن الله أولى بهن فيقتلونهن الحاقا به لأنهم يقولون أن الملائكة بنات الله وكان صعصعة ابن نجية يتتبع الموؤدات ويستحيينهن وبه افتخر الفرزدق إذ قال:

ومنا الذي منع الوائدات وأحيى الوئيد ولم يئد

وسؤالها تبكيت لقاتلها وانكار لأنها لا ذنب لها تستوجب به القتل كما بكت النصارى لسؤال عيسى عليه الصلاة والسلام أأنت قلت للناس فإذا كان الكبت القاتل بأنه لا ذنب لها فكيف يعذبها بالنار ولا ذنب لها مع أن عذاب النار دائم فبطل قول من قال أن أولاد المشركين في النار، وقد سئل ابن عباس واحتج بالآية على نفي دخولهم النار للتعذيب، وقرأ يعقوب بالتشديد تعظيما لذلك القتل وقرئ سألت بالبناء بالفعل أي سألت الله أو قاتلها وقرئ ابن عباس بأي ذنب قتلت بكسر التاء بعد اللام الساكنة وكانوا لعنهم الله يقتلون بناتهم ويغذون كلابهم.