التفاسير

< >
عرض

وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ
١
-المطففين

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } الويل واد في جهنم أو كلمة عذاب والمطفف الذي يبخس في الكيل والوزن وذلك أن ما يبخس طفيف أي قليل أو حقير وكان أهل المدينة أخبث الناس كيلا فنزلت الآية بعد قدومه صلى الله عليه وسلم في قول فأحسنوا وروي أنه قدمها وبها رجل يعرف بأبي جهينة ومعه صاعان يكيل لأحدهما ويكتال بالاخر وروي أنهم كانت بيعتهم المنابذة أنبذ لي وأنبذ إليك والملامسة يشترى الثوب بلا ذراع ونشر ونظر بلا مس والمخاطرة وهي التراهن فنزلت وقرأها عليهم وقال خمس بخمس قيل يا رسول الله وما خمس بخمس قال ما نقض قوم العهد إلا صلط الله عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشى فيهم الفقر وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشى فيهم الموت وما طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس الله عنهم المطر. ومر علي برجل يزن الزعفران وقد أرجح فقال له أقم الوزن بالقسط ثم أرجح بعد ذلك ما شئت كأنه أمره بالتسوية أولا ليعتادها ويفصل الواجب من النفل، وكان ابن عمر يمر بالبائع فيقول اتق الله وأوفوا الكيف فإن المطففين يوقفون يوم القيامة لعظمة الرحمن حتى يلجمهم العرق وعن عكرمة أشهد أن كل كيال ووزان في النار فقيل له إن ابنك كيال أو وزان فقال أشهد أنه في النار، وعن أبي لا تلتمسوا الحوائج ممن رزقه في رؤوس المكائيل والسن الموازين.
وعن ابن عباس أنكم معشر الأعاجم وليتم أمرين بهما هلك من كان قبلكم المكيال والموزان وخص الأعاجم لأنهم يجمعونها وكان أهل مكة يزنون وأهل المدينة يكيلون وقيل نزلت في مشركي مكة عابهم بتطفيف الكيل.