التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
١٥
-المطففين

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ كَلاَّ } ردع عن الرين وعن ابن عباس معناه لا يصدقون وقيل ليس الأمر كما يقولون وقيل معناه حقا راجع لما بعده *{ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ لَمَحْجُوبُونَ } على حذف مضاف أي عن حرمة ربهم أو ثوابه قاله ابن عباس وقتادة وبن أبي مليكة وعن كرامته وعليه ابن كيسان أو ذلك تمثيل لإهانتهم لأنه لا يرد على الملوك إلا المكرمون وليس ثم نظر الى الله أصلا لا من المؤمنين ولا من الكافرين كما تقول زيد كثير الرماد كناية عن كرمه ولو لم يكن له رماد أصلا فلا دليل في الآية عن الرؤية وإن قلت الظاهر حمله على ظاهره فيفهم منه أن غير هؤلاء يرونه قلت هذا الذي زعمت أنه الظاهر ممنوع بدليل استحالة الرؤية كما علمتك فيما مر فذلك تهديد للكفار بأن يحرموا عن الرحمة كما حجبوا بسوء اختيارهم عن التوحيد ورأيت في بعض الكتب أن مالكا لا يثبت الرؤية وعن الشافعي يراه أولياؤه بالرضى فقوله بالرضى تفسير للرؤية فباؤه للتصوير والقوم يكذبون عنهما أنهما أثبتا الرؤية بالآية وغيره كما قالوا كذبا، عن الحسن أنه لو علم الزهاد والعابدون أنهم لا يرون ربهم في الميعاد لزهقت أنفسهم في الدنيا واعلم أن الحجب عن الرحمة ولو ورد في المشركين متناول للمنافقين بدليل { { واتقوا النار التي أُعدت للكافرين } ونحو ذلك وسئل سهيل فقال هم في الدنيا محجوبون عن الأمر كما ورد في الخبر طوبى لمن كان له من قلبه واعظ ومن عقله زاجر ومن لم يكن كذلك فمحجوبون عن الرحمة ولقاء الله والنظر اليهم بالرضى عند مناقشته إياهم.