التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٦
-المطففين

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَوْمَ } متعلق بمبعوثون إن جعلنا ليوم تعليلا أو بدلا من مجموع الجار والمجرور بناء على أن محل النصب للمجموع أو من محل المجرور بناء على أن المحل له اشتراط وعلى عدم ظهور المحل في الفصيح عند العطف على المحل وقد يقال إنه يظهر محله فإنا إذا جعلنا اللام بمعنى في فلو أسقطت لنصب على الظرفية لا على طريقة النصب لا على نزع الخافض أو يوم بدل من المجرور على اللفظ لكن بنى ولو كان مضافا لجملة فعلها معرب وقد قرئ بالجر *{ يَقُومُ النَّاسُ } من القبور *{ لِرَبِّ العَالَمِينَ } أي الحكمة قال جار الله ما معناه أن في هذا الإنكار والتعجيب وذكر الظن ووصف اليوم بالعظم وقيام الناس فيه لله سبحانه وتعالى والتعبير عنه برب العالمين مبالغات في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه وقرأ ابن عمر هذه السورة وبلغ { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ } فبكى بكاء شديدا خوفا لذلك اليوم وامتنع من قراءة ما بعده.
وعن ابن عمر يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه، وعن المقداد تدنو الشمس من رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى تكون منهم كمقدار ميل، قال الترمذي أو اثنين، قال بعضهم والله ما أدري أميل الأرض أم ميل الكحل فيكونون على قدر أعمالهم في العرق وإلى الكعبين وإلى الركبتين وإلى الحقوين وأقل وأكثر ومنهم من يغرق ويقومون في ذلك المقام ثلاثمائة سنين وقيل خمسمائة عام وقيل عمر الدنيا ثم يحاسبون ويخف ذلك المقدار على قدر الأعمال حتى يكون على بعضهم كالساعة.
وعن سلمان تدنو الشمس من الناس يوم القيامة حتى تكون من رؤوسهم قال قاب قوس أو قاب قوسين فتعطي حر عشر سنين وليس على أحد يومئذ طحربة أي خرقة ولا ترى فيه عورة مؤمن ولا مؤمنة ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة، وأما الكفار فتطبخهم فإنما تقول أجوافهم غق غق قال المحاسبي فإذا وفي الموقف أهل السماوات والأرضين كسبت الشمس حر عشر سنين ثم أدنيت من الخلائق قاب قوس أو قوسين فلا ظل في ذلك اليوم إلا ظل عرش رب العالمين فكم بين مستظل بظل العرش وبين واقف بحر الشمس قد أصهرته واشتد فيها كربه وقلقه فتوهم نفسك في ذلك الموقف فإنك لا محالة واحد منهم اللهم عاملنا بلطفك وفضلك في الدارين فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك.