التفاسير

< >
عرض

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ
١٩
-الانشقاق

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ } أي بعد طبق والمراد الطباق الكثيرة وهي طباق النيران والخطاب للكفار وعن كما ترى بمعنى بعد ذكره ابن هشام وعندي إنه يجوز ابقاءها على معناها كأن كل طبقة بجنب الأخرى ومجاوزة لها في المكان والشدة ثم رأيت الدما ميني والحمد لله أشار اليه والطبق ما طابق غيره ولو تفاوتا قوة وضعفا.
وقيل الطبق المراتب جمع طبقة وفسر بعضهم الطبقات بالموت ومواطن القيامة وأهوالها وما قبلها من الدواهي وكذلك كما لا يخفي أحوال ومراتب الخطاب على هذا عام كما إذا فسرت بما يعرض للإنسان من كهولة وشيب وهرم وسقم وكما زعم بعض أن المراد كونه رضيعا ففطيما فغلاما فشابا فكهلا فشيخا، وعن أبي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم
"لتتبعن سنن من قبلكم حتى لو دخلوا حجر ضب لتبعتموه" فقنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن وعن مكحول كل عشرين عاما تجدون أمرا لم تكونوا عليه وقيل المراد أن السماء تتغير لونا بعد لون تارة مهلا وتارة وردة وتارة تنشق وتارة تطوى ومعنى ركوبهم لذلك مشاهدتهم له والأصل تركبونن بتشديد النون الثانية حذفت النون الأولى كراهة تلاقي الأمثال وحذفت الواو لدفع إلتقاء الساكنين وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بفتح الباء على أن الخطاب للإنسان المفرد مرادا به الجنس والمعنى ما ذكر والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ركب سماء بعد سماء ليلة المعراج وعليه ابن مسعود وابن عباس، أو حالا شريفا بعد آخر أو رتبة في القرب بإطاعة بعد الأخرى ويجوز أن يكون المراد على قرائتين حالا بعد حال تارة يغلبون المشركين وتارة يغلبهم المشركون والعاقبة بعد للمتقين فلا يحزنكم تكذيبهم، وقرئ بكسر الباء خطابا للنفس أي لتركبينن حذفت النون الأولى ثم الياء وقرئ بالمثناة أوله من تحت على الغيبة وعلى هذه القراءة فلا التفات بينه وبين قوله { فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }.