التفاسير

< >
عرض

فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
-الانشقاق

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } سهلا لا يناقش فيه وهو أن تعرض عليه أعماله فيرى سيئاته وحسناته فلا يجازى بسيئاته بل تغفر له قيل لا شدة في ذلك على صاحبه ولا يقال له لم فعلت ولا يطالب بالعذر والحجة لأنه إن طولب لم يجد حجة ولا عذرا وكانت عائشة لا تسمع شيئا لم تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، "وقال صلى الله عليه وسلم من حوسب عذب فقالت أوليس الله يقول { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } فقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب" وروي "أنها رضي الله عنها سمعته يقول في بعض صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما انصرف قالت يا رسول الله ما الحساب اليسير قال أن ينظر في كتابه ويتجاوز عنه أنه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك وكل ما يصيب المؤمن يكفر الله عنه به حتى الشوكة تشوكه ومن حاسب نفسه في الدنيا هون الله عليه حسابه يوم القيامة" .
وعن ابن عمر يقول الله لعبده أتعرف ذنب كذا فيقول نعم رب أعرف حتى إذا قراره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هالك قال إني سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم وأحطها عنك ثم يعطى كتاب حسناته وليس في ذلك ما ينافي أن المسلم يعاتب ولا يسمع أحد ذنوبه وأما المنافق المشرك فينادي عليه بذنوبه ومن الناس من لا يحس بهول من أهوال ذلك اليوم ولا حساب ولا سؤال لأنه كان بالله ولله ولا يعرف سواه ولا اختيار له دونه وظاهر الآية أن بين إيتاء الكتاب والحساب مدة فيحتمل ذلك ويحتمل أنه لا مدة ولكن المعنى أن من سيؤتى كتابه بيمينه فذلك الذي يحاسب حسابا يسيرا وقت إيتاء كتابه.