التفاسير

< >
عرض

وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
٣
قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ
٤
-البروج

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } الشاهد من يشهد ذلك اليوم من الخلائق والشهود ما أحضر فيه من العجائب والتنكير والإفراد للتكثير على حد ما مر في { { علمت نفس ما أحضرت } أو للإبهام وقيل الشاهد النبي صلى الله عليه وسلم والمشهود أمته وقيل أمته وسائر الأمم وقيل كل نبي وأمته، وقيل الخالق والمخلوق وقيل المخلوق والخالق وإنه قد شهد المخلوق عليه بالوجود وقيل الملك الحفيظ والمكلف، وقيل يوم النحر ومن يشهده وقيل يوم عرفة ومن يشهده أو العكس فإن اليوم شاهد ومشهود ويوم عرفة يشهده الحاج وقيل يوم الجمعة ومن يحضره أو بالعكس وقيل الحجر الأسود والحجيج أو العكس وقيل الأيام مع الليالي وبنوا آدم.
وعن الحسن ما من يوم إلا وينادي إني يوم جديد فإني على من يعمل في شهيد فاغتنمني فلو غابت شمسي لم تدركني الى يوم القيامة وقيل الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، وقيل الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر وقيل الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة، وقيل الشاهد الله والمشهود يوم القيامة وقيل الشاهد نحن ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود الأمم السابقة وقيل الشاهد الأنبياء والمشهود النبي صلى الله عليه وسلم شهد وآله بالنبوة وجواب القسم هو قوله *{ قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ } لم يقرن بقد واللام وقيل الأصل لقد قتل وجوابه محذوف أي أن كفار مكة مبعوثون قيل يدل عليه قتل أصحاب الخ ويرجحه أن السورة وردت في تثبيت المؤمنين وتصبيرهم على أذى المشركين وتذكيرهم بما جرى على ما كان قبلهم من التعذيب على الإيمان وإلحاق أنواع الأذى وصبرهم وثباتهم حتى يأنسوا بهم ويصبرون على ما كانوا يلقون ويعلموا أن هؤلاء الكفرة وهم كفار مكة بمنزلة هؤلاء الملعونين الذين أحرقوا المسلمين وأحق أن ينزل بهم ما نزل بهؤلاء.
ومعنى قتل لعن وأصحاب الأخدود كفار ملعونون تجب البراءة منهم على من علم بهم والأخدود مفرد ومعناه الشق المستطيل في الأرض ويقال له الخد كالاحقوق والحق وزنا ومعنى، وجمع أخدود أخاديد ولعل الأخدود والأحقوق والحق أبلغ من الخد وإذا جعل قتل هو الجواب فليس على طريقة الدعاء بل إخبار صحيح.
وعن المبرد الجواب
{ { إن بطش ربك لشديد } وعن الربيع بن أنس وأبي اسحاق وأبي العالية بعث الله على أولئك المؤمنين ريحا فقبضت أرواحهم أو نحو هذا يعنون بالمؤمنين الذين ألقاهم أصحاب الأخدود في النار وقالوا وخرجت النار فأحرقت الكافرين الذين كانوا على حافتي الأخدود، وقتل أيضا إخبار ويحتمل على أن يكون على طريق الدعاء فاللعن وإنما قلت على طريق لأن الله لا يدعو على أحد أو لأحد لأنه القادر المطلوب المدعو وأصحاب الأخدود هم الأمرون بحفر الأخدود ومثلهم الحافرون وقد يشملهم اللفظ.