التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ
١
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ
٢
ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ
٣
-الطارق

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَالسَّمَاءِ } المعروفة وقيل المطر *{ وَالطَّارِقِ } أي النجم الذي يبدو بالليل شبه ظهوره بالليل بعد خفائه بالنهار بحدوث المرء عليك ليلا وأصل الطارق سالك الطريق ثم خص عرفا بالآتي ليلا ثم استعمل للبادي فيه هنا كما رأيت، وقيل سمي طارقا لأنه يطرق الجني أي يصقه والمراد جنس النجوم وإن جعل بمعنى الشهب التي يرجم بها فالطارق بمعنى الحادث ليلا فإنه يطرق المستمع ويحدث عليه،
"وروي أن أبى طالب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأتحفه بخبز ولبن فبينما هو يأكل إذا انحط نجم فامتلأ ما ثم نورا ففزع فقال ما هذا فقال صلى الله عليه وسلم هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله فعجب أبو طالب فنزلت *{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقِ النَّجْمُ }" أي هو النجم.
*{ الثَّاقِبُ } المضيء كأنه يثقب الظلام بضوءه فينفد فيه كما قيل دري لأنه يدفعه أقسم الله أولا بالنجم باسمه العام وهو الطارق فأنه مشترك في كل طارق ليلا ثم بين أن هذا الطارق هو النجم الثاقب وذلك تفخيم لشأنه لما فيه من عجيب القدرة ولطيف الحكمة وفي قوله { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقِ } تفخيم أعظم من ذلك، وقد قيل المراد بالنجم الطارق الثاقب النجم المعهود بالثقب وهو زحل وعليه ابن زيد وعنه أيضا أنه الثريا لأنه المعروف عند العرب بالنجم، وقال ابن عباس الجدي وعن الحسن أن المراد النجوم لأنها كلها ثاقبة أي ظاهرة الضوء وقيل الثاقب المتوهج قيل المرتفع وقيل ما يرمي به الشيطان فيثقبه أي ينفذه وقيل المراد في الآية الإفلاك.