التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ
٨
يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ
٩
-الطارق

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ } مصدر رجع المتعدي مضاف لمفعوله *{ لَقَادِرٌ } اي أن الله جل وعلا قادر على بعث الإنسان بعد موته كما أنشأه قاله ابن عباس وقتادة وهو الصحيح وقيل أنه قادر على رد الماء الذي هو النطفة في الذكر بعد خروجه وقيل قادر على حبس ذلك الماء فلا يخرج وقيل على رده في مواضعه وقيل على رد الإنسان ماء كما كان وقيل على رده من الكبر الى الشباب ومن الشباب الى الصبا ومن الصبا الى النطفة ويدل على الأول قوله.
*{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } تكشف ضمائر القلوب في العقائد والنبات ومستورات الأفعال جمع سريرة بمعنى مسرورة وكشفها اظهار الحسن والقبيح لصاحبه والتمييز بينهما قال سهل الة الفقير أداء فرضه وصيانة فقره وحفظ سره وقيل أن السرائر الصلاة والصوم وغسل الجنابة وإذا شاء الإنسان فعلتها ولو لم يفعلها فتبلى هذه السرائر يوم القيامة رواه ابن اسلم وعن أبي الدرداء التوحيد والصلاة والزكاة وغسل الجنابة، وعن ابن مسعود الصلاة والزكاة والوضوء والوديعة وما خان فيه من ذلك مثل له جسما ويلقى في قعر النار فيقال له اخرجه فيجعله في عنقه فإذا رجا أن يخرج نزل به الى القعر فهو كذلك أبدا وعن ابن عمر يكشف الله عن سر المصالح بإشراق وجهه وعن سر الكافر بظلمة وجهه والصحيح أن السرائر على العموم وسمع الحسن رجلا قائلا:

سيبقى لها من مضمر القلب والحشا سريرة ود يوم تبلى السرائر

وقال ما أغفله عما في السماء والطارق ويوم متعلق برجعه إن قلت المراد بالرجع البعث وإلا علق بمحذوف قاله جار الله ورده ابن هشام بان في تعليقهه برجعه فصلا بين المصدر ومعموله بالأجنبي وهو القادر وقال أن الصواب تعليقه بمحذوف أي يرجعه يوم تبلى السرائر ولا يتعلق بقادر لأن قدرته لا تتقيد بذلك اليوم ولا بغيره.