التفاسير

< >
عرض

سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ
١
-الأعلى

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ سَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الأَعْلَى } قال جماعة من الصحابة والتابعين قل سبحان ربي الأعلى عن ابن عباس
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كلما قرأ { سَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الأَعْلَى } قال سبحان ربي الأعلى وكان يحبها" وقال أول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل وقيل غيره وقيل معناه نزه ربك عما يصفه الملحدون به فالإسم مضاف وغير معتبر والكوفي يقول زائد والظاهر جواز كون الاسم معتبرا أي عظم نفس اسمه ولا تذكرة إلا محترما به وعن ابن عباس صل بأمر ربك الأعلى.
وعن عقبة بن عامر
"لما نزلت { سَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الأَعْلَى } قال صلى الله عليه وسلم اجعلوها في سجودكم ولما نزلت قبل ذلك { فسبح باسم ربك العظيم } قال اجعلوها في ركوعكم" وكانوا يقولون الركوع اللهم لك ركعت وفي السجود اللهم لك سجدت وقيل معنى سبح اسم ربك نزه اسمه عن تفسيره لما لا يليق وعن اطلاقه على غيره وكان المشركون يسمون غيره باسمه زاعمين أنهم فيه سواء وذكر الأعلى تعظيما وهو نعت رب أو نعت اسم وهو على الشأن منزه عن الوصف بالحلول في إلا ما كان موصوف بالقهر والقدرة وقرأ علي سبحان ربي الأعلى وكان ابن مسعود وابن عباس وعلي وابن الزبير وابن عمر إذا قرأوا سبح اسم ربك قالوا سبحان ربي الأعلى.
وعن سلمة بن الأكوع ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح دعاء إلا استفتحه بسبحان ربي الأعلى الوهاب وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر هذه السورة وسورة الكافرين وقل هو الله أحد فإذا سلم سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يدها في الثالثة ويرفع وروي أنه يقول بعد الثالثة
"رب الملائكة والروح" وروى علي أنه صلى الله عليه وسلم يقول في آخر وتره "اللّهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما اثنيت على نفسك" وفي رواية من طريق عائشة كان يقرأ في أولى الوتر سبح اسم ربك الأعلى وفي ثانيته قل يا أيها الكافرون وفي ثالثته قل هو الله أحد والمعوذتين.